في 27 مايو 2025، حلّ الأستاذ الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، ضيفًا على جامعة الأمم المتحدة (UNU) في طوكيو، حيث ألقى محاضرة ضمن سلسلة “المحادثات الفكرية” التي نظمتها الجامعة احتفالاً بمرور خمسين عامًا على تأسيسها.
تمحورت المحاضرة حول إسهام علم الآثار المصري والمتاحف في مستقبل حفظ التراث العالمي، بحضور مدير الجامعة الدكتور تشيلدزي ماروالا. وقد أبرز الأستاذ الدكتور العناني كيف تحولت المتاحف إلى مؤسسات حيوية وشاملة تلعب أدوارًا محورية في تعزيز التفاهم بين الثقافات، ونقل المعرفة، وبناء جسور التعاون الدولي.
من خلال استعراض تطور علم المصريات من فك رموز حجر رشيد عام 1822، وصولًا إلى أحدث الاكتشافات الأثرية، أوضح كيف أصبحت هذه المعرفة اليوم ملتقى لتخصصات متعددة مثل التعليم، والعلوم، والتراث، والاتصال، مشيرًا إلى أن علم الآثار لم يعد مجرد دراسة للماضي، بل أداة فاعلة لبناء المستقبل.
كما شدد على أهمية الدور الذي تلعبه المنظمات الدولية مثل اليونسكو والأمم المتحدة في حماية التراث العالمي، لا سيما في ظل ما يشهده العالم من أزمات متزايدة واضطرابات. وذكّر بأن “حماية التراث مسؤولية جماعية”، داعيًا إلى التزام دولي متجدد يضمن نقل هذا التراث للأجيال القادمة.
اتسمت الفعالية بطابع تفاعلي مفتوح للجمهور، حيث دارت مناقشات ثرية بين الأستاذ العناني والحضور من باحثين ودبلوماسيين ومهنيين في المجال الثقافي. وقد أتاحت جلسة الاستقبال التي تلت المحاضرة فرصة لمواصلة الحوار حول دور التراث في عالم متغير، وكيف يمكن أن يكون عنصرًا فاعلًا في بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وتنوعًا. وقد عبّرت هذه المحاضرة عن رؤية الأستاذ العناني لمنظمة اليونسكو باعتبارها مؤسسة إنسانية في جوهرها، قائمة على نقل المعارف، والانفتاح، واحترام التعددية الثقافية.
