محاضرة الأستاذ الدكتور خالد العناني في فيينا

في مايو 2025، ألقى الأستاذ الدكتور خالد العناني محاضرة متميزة في النمسا تناول فيها جذور التعددية الثقافية في الحضارة المصرية القديمة، موضحًا كيف تلاقت  هذه الجذور مع المبادئ التي تتبناها منظمة اليونسكو في عصرنا الحديث. كما تحدث عن دور المكتبات القديمة، و”بيوت الحياة”، وشبكات التبادل بين الحضارات على ضفاف النيل كأشكال مبكرة من التعاون الثقافي والفكري بين الشعوب.

من خلال طرح يجمع بين العمق الأكاديمي والوضوح في العرض، بيّن الأستاذ  الدكتور العناني كيف أن مصر القديمة كانت رائدة في مفاهيم مثل حفظ المعرفة، وتداول العلم، واحترام التعددية الثقافية — وهي ذات القيم التي تسعى اليونسكو إلى ترسيخها اليوم. وأشار إلى أن “بيوت الحياة” لم تكن مجرد مراكز للعلم، بل مؤسسات حية للتوثيق، والبحث، والتفاعل بين الثقافات.

وقد أظهرت هذه المحاضرة كيف أن المبادئ الأساسية لليونسكو ليست مفاهيم حديثة، بل تجد جذورها في ممارسات حضارية عريقة. كما أكدت على أهمية العودة إلى دروس التاريخ لفهم الحاضر وبناء مستقبل قائم على الحوار، والتضامن، والتنوع. أُقيمت المحاضرة في سياق أكاديمي وثقافي رفيع، وفتحت المجال أمام التفكير في الكيفية التي يمكن أن يلهم بها التراث المصري القديم نماذج جديدة للتعاون الدولي وحوكمة عالمية أكثر إنسانية وشمولاً.