في 28 مايو 2025، ألقى الأستاذ الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، محاضرة متميزة في جامعة هيروشيما، ركز خلالها على الكيفية التي لا يزال بها تراث مصر القديمة يلهم القيم والمبادئ التي تقوم عليها منظمة اليونسكو.

وجاءت هذه المحاضرة في مناسبة ذات دلالة رمزية عميقة، إذ نظّمت بعد مرور 80 عامًا على القصف النووي الذي طال المدينة، مما أضفى على الحدث طابعًا إنسانيًا ووجدانيًا خاصًا. استعرض الدكتور العناني مفاهيم التعددية الثقافية في الحضارة المصرية القديمة، متوقفًا عند رموز مثل الإلهة ماعت، وأول معاهدة سلام موثقة في التاريخ، مؤكّدًا أن مصر القديمة كانت سبّاقة في ترسيخ مفاهيم العدالة، والتوازن، والاحترام المتبادل.

كما أبرز كيف كانت الحضارة الفرعونية تُعلي من شأن التعليم، وتُقدّر التنوع، وتحترم المرأة، والأجانب، والأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن هذه القيم ليست حديثة، بل لها جذور ضاربة في عمق التاريخ المصري.

أمام جمهور من الطلبة والأكاديميين، قدّم العناني رؤيته لمنظمة اليونسكو كمنصة دولية تُعلي من شأن الثقافة والسلام، وتشجّع على بناء عالم أكثر شمولًا وعدالةً واحترامًا للتنوع الثقافي. وقد شكلت هذه المحاضرة مساحة للتأمل والحوار بين الماضي والحاضر، ورسّخت قناعة أساسية مفادها أن الثقافة والتعليم هما الركيزتان الأساسيتان لبناء سلام مستدام.