تشرفتُ يوم 2 سبتمبر 2025 بالحصول على وسام جوقة الشرف برتبة فارس من الجمهورية الفرنسية. وأغتنم هذه المناسبة لأعرب عن خالص امتناني لفرنسا على هذه الثقة الغالية، التي تمثل بالنسبة لي أكثر من مجرد تقدير شخصي، فهي دعوة للمضي قدماً نحو تعزيز الحوار بين الثقافات، وبناء الجسور، والدفاع عن السلام، وترسيخ الدبلوماسية الثقافية والعلمية على الصعيد العالمي. وهي ذات الرسالة التي أحملها اليوم من خلال ترشحي لمنصب المدير العام لليونسكو، تحت شعار: “اليونسكو من أجل الشعوب”.
إن نيل هذا الوسام من بلد كان له أثر عميق في مسيرتي العلمية والإنسانية هو شعور بالغ الخصوصية، لأنه يتوج رحلة طويلة حافلة بالمحطات، بدءاً من سنوات دراستي في القاهرة ومونبلييه، مروراً بعملي مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، والمشاريع العلمية والأثرية والسياحية التي شاركت فيها، وصولاً إلى التدريس وإلقاء المحاضرات في فرنسا، حيث واصلت رسالتي في تبادل المعرفة والتعلّم.
إن منحي شرف لقب فارس مرتين من فرنسا – وسام الفنون والآداب عام 2015، ثم وسام جوقة الشرف بالأمس – هو فخر كبير أعتز به. وإن كان يُقال إن الفارس يجد غايته في خوض المعارك، فإن معركتي هي من أجل حوار الثقافات، ومن أجل الاحترام المتبادل، والسلام عبر التعليم والمعرفة، والتضامن بين الأمم لبناء التفاهم والوئام بين.